نوافذ الرب



تتلعثم الكلمات على لساني حين أحاول وصف الأيام، ربما لأن الأيام تشبه إلى حد كبير السراب، تنظر إليه فيتراءى لك شيء ما، ثم إذا اقتربت منه صار لا شيء. وأنت كيف تصف الذي هو لا شيء؟ 

ما تفعله الأيام أيضًا هو أنها تخلق داخلك بوتقة، بوتقة من نار كالسعير، ثم تقول لك ضع الحزن فيها، ضعه، ولا تقلق. ولكن ما لا تخبرك به، أنه حين يخرج منها شيخرج غضبًا، وسوف تجلس فوق ربوع خضراء جميلة في يوم بعد زمن بعدها، تتقد النار داخلك كالبركان، وتتساءل: من أين يأتي هذا الغضب؟ 

ما أحاول فعله هو التمهُّل، لقد فتت الصراعات في عضد الواحد منا، لذلك فحين يتراجع الموج، تمهَّل، انظر للأشياء في عينيها وخذ وقتك، لا تهرب ولا تتعجُّل، انظر للشيء في عينيه وقل أنا هنا وأنت هنا والزمن لا يداهمنا. لا بد أننا يجب أن نتوقف عن الجري عاجلًا أم آجلًا، لأن الجري قد أضنانا. يقول كونديرا: "إنهم يحدقون في نوافذ الرب"، وأتمنى لو أكون أحدهم، بذات السكرن والدعة، وبلا أي رغبة محمومة للصراعات. 


Comments

Popular Posts