ماضٍ محلّىً صناعيًا، ومحاولات إنقاذ العالم.

 حين تركض يمينًا ويسارًا في جزع محاولًا إنقاذ العالم أو إنقاذ فردٍ واحدٍ، هل ستباركك أشجار الكرز؟ 

أم ستلعنك السحب الرمادية المجازية فوق رأسك المتعبة؟

الأسئلة تنطلق في الهواء كغبار سحري، موجود وغير موجود، لو أردت رؤيته لتلاشى، وحين تود الهرب يجدك، ثم يتسلل لقلبك فيزيدك فوق التيه تيهًا. يا رب الحيارى والضالين، اهدنا، إننا لننظر في النجوم كل ليلة.. ونقول إننا سقماء. 


حين يطاردك الماضي بحلاوة ذات مذاق صناعي رديء، لا تنجرف، الماضي هو ساحرة شريرة، تكشف لك عن ساقيها، وإذا همّت بك ستهمّ بها؛ فأنت لست صدّيقًا. إنني كلما فكرت أن الواحد منا يعيش فقط في الماضي تقريبًا، أصابني هلع مرير. وإننا لنعيش في الماضي مرتين: مرة حين يهرب الحاضر من يدنا ونحن نظن أننا نمسك به كإمساك الرجل بالماء، ومرةً حين نبني منازلنا في وهم الماضي الذي لم يحدث كما نتصوره، وإنما فقط هو جمال انقضاء الشيء وزوال تعبِه ومتاعبِه. 



إنني أريد أن أعيش كل لحظة على حقيقتها، أن أجلس أنا وعقلي وروحي على نفس الطاولة في نفس اللحظة وأن ننظر لهذه اللحظة الحاضرة في عينيها دون خوف ودون مواراة، حلوةً كانت أم قبيحة، ويا حبذا لو حلوة. 

أتذكر صديقي الرقيق رياض الصالح، وهو يتغنى قائلا أنه يود أن يظل هنا، الآن وهنا، في لحظة واحدة في هذا اليوم في هذا الشهر في هذا العام، بفم مليء باليانسون وقلب مليء بالقطن؛ وذلك لأنه فقط، الآن وهنا، يشعر بالحقيقة، ويشعر أن وجوده الآن هنا، يعني أنه حي.. أنه يحب حبيبته. 


حين تركض يمينًا ويسارًا محاولًا إنقاذ العالم أو إنقاذ فردٍ واحدٍ، ستباركك أشجار الكرز، وستباركك الغيوم الرمادية. سيباركك الرب وستباركك مخلوقات الرب، فقط.. خذ زمام الأمور بقوة. 

Comments

Post a Comment

Popular Posts