شجرة وثعلب.
منزعج للغاية من الحياة
كشجرة ترفض مد جذورها للأسفل
لأنها ترفض الاستقرار
في مكان واحد للأبد
كثعلب لا يود اللعب
لأنه يدرك
أنه لا جدوى.
تثلج صدري المشاهد اليومية المتكررة
لأنها تعني أن العالم يتحرك
حتى ولو بشكل دائري
تؤذيني المشاهد اليومية المتكررة
لأنها تعني
أنني ألف في حلقة مغلقة.
الشمس تشرق في الأعلى بخفة
تثور عاصفة في صدري بعنف
أنثر الحبوب للعصافير المهاجرة
لا تتوقف لتأكله إيمانًا منها
بأن الطعام يأتي فقط بالسعي.
أقول للأزهار أنها جميلة
فتخبرني بأن العاصفة لا تترك شيئًا
ولا يشفع الجمال لها
ولا يشفع شيء لشيء.
الشمس تشرق في الأعلى بخفة
وصدري ثقيل كصخرة
أو كرجل لا يود الخروج من منزله اليوم
يقينًا بأن الحياة
كان يبغى لها النهاية
ولكنها لم تفعل.
تتكاتف التفاصيل الصغيرة اليوم
لتثير حفيظتي بمهارة
ودون أن يلحظها أحد.
لم أجد مكانًا أضع به السيارة
لم تكن القهوة كما أحبها
لم يكن الغرباء ودودين
ولم أستطع اليوم فهم العالم
شعرتُ كما لو كنتُ
ورقة شجرة ضئيلة
تتأرجح في الهواء
بلا إرادة.
شعرتُ كما لو كنتُ
ثعلبًا يجري في الحقل
بلا هدف.
شعرتُ كما لو كنتُ.
بومة ترفض الصيد
بلا مبرر.
شعرت بكل شيء اليوم
عدا نفسي.
Comments
Post a Comment