معاناة ‏فوضوية، ‏أو‏ فوضى ‏تبعث‏ المعاناة ‏. ‏

أحاول التأقلم مع الحزن اليومي، والمعاناة الفوضوية في عقلي. يعجبني مصطلح المعاناة الفوضوية. لربما لو كان هناك نقيض لها، فهو المعاناة الممنهجة. وأعني بها، المعاناة التي تضعها بمحض إرادتك، لبلوغ شيء ما. أو تتوقع سقوطها فوق رأسك في منتصف الرحلة مثلاً. أما ما أتحدث عنه الآن، فهو معاناة بدون سياق. بدون سيناريو مفهوم. معاناة خام، تحدث ثم تتلاشى، ثم تحدث بأشكال مختلفة وفي زوايا متنوعة من عقلي. أنا حتى لا أعرف، هل هي معاناة فوضوية، أم هي فوضى تبعث المعاناة؟ لا تهمني الحقائق في هذه المرحلة من حياتي. لا أبحث عن الحقيقة قدر ما أبحث عن بعض الهدوء. وربما بعض الراحة واستقرار العقل. فقط بما يكفل لي، آلةً تصلح للعمل، تمكنني من تحليل الواقع بشكل حقيقي، والشعور بالعالم بطريقة منطقية وطبيعية، فقط كما يشعر بها أي شخص لا يعاني من معاناة فوضوية، أو فوضى تبعث المعاناة.

أشعر بنسيج الكينونة الذي يصنعني في هذا العالم، يتآكل كل يوم عن سابقه. وبناءً عليه، شعوري بنفسي يقل كل يوم عن سابقه. ما أقوله الآن هو كلام حرفي المعنى، ليس فقط مجازًا أستخدمه للمبالغة في ما أقول، أو لنثر بعض الخيال في كلامي.
وربما كانت هذه التعبيرات هي محض مبالغة، نحن البشر نحب المبالغة، وقلما نعترف بكونها مبالغة. ولكن على كل حال وفي النهاية، ما أقوله هو ما أقوله، وهو ما يعبر عن حقيقة ما يعتمل في صدري، لذا، فهو الطريقة الوحيدة التي أمتلكها لأوثق بها فضاء الأفكار والمشاعر في نفسي.

Comments

Popular Posts