جريٌ بلا توقف.

مهما فعلتُ، لا أستريح. لا شيء يوقفني عن الجري. الجري المحموم طيلة الوقت. بدءًا من الجري للحاق القهوة قبل فورانها كل مرة، وانتهاءً بالجري وراء نفسي التي، تبتعد مسرعةً بعد كل كلمة لا تمثلني، وكل تصرف لا يمت لي بصلة. ولكني آتيه، آتيه لأني أجد فجوة كبيرة بين ما أنا عليه، وما يخرج مني للناس بالفعل. لذلك أقول الكلمة، فتفر مني كينونتي. تتفرق كما لو كانت ماءً أحاول قبضه بين يدي.

أجرى لأنني حين أتوقف، لا أعرف من أنا. في الحقيقة، أجد نفسي أتساؤل بالفعل الآن: هل أتوقف عن الجري جديًا؟ أظن أنه لا. إن ذلك لا يحدث. في أكثر أوقات الدعة، أشعر باضطراب التنفس الذي لن يصيبك، سوى إذا جريت ألف ميل متصل. لو كنت شخصاً دائم الجري، فإنه من الصعب للغاية، فعلاً، الحصول على راحة حقيقية. راحة تشعر معها، بأنك، فقط وبهذه البساطة، "متوقف". لا تجري. لا تفكر في اللفة القادمة ولا تخطط لتوفير الطاقة لأجل نهاية السباق. أنت فقط متوقف. متوقف تماماً. والسكون هو خلفية كل شيء. لا أنفاس متقطعة، لا غبار يتناثر حولك وأنت تركض، لا أشياء تفوتك. فقط السكون.

إنني مرهق من الجري. الجري الذي لا أعرف غيره. ومن صميم قلبي، أغبط كل شخص يعرف كيف يتوقف. ويُهيأُ لي أنها نعمة نادرة، من ظفر بها فقد ظفر. وأنني ولدت بنقطة عمياء، تقع هذه المهارة في حدودها. فمهما فعلت، ومهما حاولت، فلن أستطيع التوقف. التوقف بشكل حقيقي. ولو نلتُ قسطًا من الراحة مدته ألف عام، فسيظل عقلي في هذه الأعوام الألف، يجري ويجري، بلا توقف حقيقي.

ربما سأكون راضيًا تماماً، لو فقط، استطعت في إحدى هذه المرات، الجري تجاه شيء حقيقي. شيء ذي معنى، أشعر بعده أنني قد فعلتُ شيئًا. وأنني لم أكن أطارد الريح، وأجري لأجل لا شى.

Comments

Post a Comment

Popular Posts