ملاك ذو ستة أجنحة.

أتأرجح على حافة الجنون. كحبل يستعرض عليه البهلوان خفته الحركية. ولكنني لست ذو خفة، أنا ثقيل كجبل. أمسك بفرع شجرة لأتوازن. وأبكي كل ليلة، دون أن يكون في عقلي شيء واحد محدد. أستمر في السير على الحبل، متأرجحًا، وبليد المشاعر. يسقط المطر ليخفي دموعي، وينمو الفرع. وتمتدُّ جذورٌ للأرض.

أتوقف عن التأرجح. ولكن لا أستقر. لا يهنأ لي بال. تجف الدموع في النهاية. وتشرق شمس غريبة. أشعر بعدها بالبرد. أتدثر برداء صنعته إحدى صديقاتي من ستراتي البالية.

أشعر بالدفء بعدها. أنام قرابة الألف سنة. في نومي، أرى أشجارًا طويلة، تصل حتى السماء. أتسلقها وقتا طويلاً للغاية، وقرب النهاردة، أجد أنني عند الجذور. فأتسلق مرةً أخرى. وتتكرر الحلقة مئة مرة. بعدها -متعبًا من التسلق- أغفو في الحلم قليلاً .

أرى في حلمي داخل الحلم، أن ملاكًا ذو ستة أجنحة، يعطيني كسرة خبز وعناقًا، ويخبرني أن أكسر الحلقة. أستيقظ لأجد نفسي فث حلم الأشجار. وبدلًا من التسلق، أقفز من شجرة لأخرى. أعد الأشجار أثناء قفزي، وبعد الألف أتوقف عن العدد وأتسلق صامتًا، أكمل التنقل فقط، بلا حماس، وبلا يأس كذلك. بعد عدد ما تتوقف الأشجار. وأهبط على الأرض.

أستيقظ ما إن تمس قدمي الأرض. أضع ردائي المصنوع من ألف سترة في جيبي، ثم أرنو للسماء، وأشعر حينها أنني مستقر على الأرض، وأنني ثابت، وأنني مشمول بعناق الملاك.

Comments

Popular Posts