بداخلها براكين.
في التاكسي تتحدث الأم الشابة في الهاتف وتقول لأحد أنها تشعر أن بداخلها براكين. وأفكر: اخترع البشر المجاز لأن اللغة أحيانًا تترك رجالها عاجزين أمام الشعور، وكطريقة للتحايل على قصورنا البشري في التعامل مع اللغة.. اخترعنا المجاز. الأم الشابة كانت تشعر بالبراكين في داخلها، وكانت تحكي للشخص على الطرف الآخر عن كسل العين وكيف يحدث وكيف اقترح الأطباء التعامل معه.
الأشياء لا تبدو حقيقيةً تمامًا هذه الأيام، بل تبدو رسمًا كروكيًا رديئًا وربما هزليًا بشكل أو بآخر. حين أشتري قهوةً في التاسعة صباحًا أو في الخامسة عصرًا -تبعًا لدورة نومي المعطوبة- أفكر كم أنه لا شعور حقيقي ينتابني مؤخرًا.. إنما محض ظلال، ظلال تحاول أن تكون شيئًا، ولكن الظل ظل، مهما بدا لك أنه غير ذلك. أنهي القهوة وأتأمل الشجر يتمايل مع النسيم العليل، وأقرر أنه لا شيء يمكن عمله، لتكن الظلال في الأرض، طالما أن الحقيقة خجولة هذه الأيام.
في الليل حيث يمكنك مقابلة كل وحش ضار تتصوره، أشعر برغبة جارفة للتربيت على أكتاف الرفاق، فالواحد وحده مهزوم على أصعدة كثيرة، أما حين نقف في وجه البراكين سويًا، ربما.. ربما نستطيع إخمادها.
Comments
Post a Comment