علم وظائف الدموع.

 هل لاحظت يومًا أنه، أثناء البكاء، وقبل أن تنهمر الدموع، فإنها تتجمع أولًا، تشبه غمامةً آخذةً في التشكل خلف عينك.. هل تساءلت يومًا مم تتكون هذه الغمامة؟ 

لا بد أن المشاعر تدخل طورًا جديدًا كي تنهمر كدموع:

- في البداية لا تعدو كونها شيئًا بعيدًا جدًا في وديان القلب التي لا نعرفها على وجه التحديد.

- ثم تمر برحلة طويلة في الأبدية لا تستغرق سوى لحظات -تحديدًا من لحظة الإمعان في الشعور حتى تكون الغمامة-.

- ثم تستحيل من هيئتها اللا مادية التي تشبه شيئًا كبيرًا لا يمكن الإمساك به، إلى هيئة جديدة وهي غيمة خلف العيون المرهقة.

- تلك الغيمة الخيالية صغيرة جدًا، ولكنها ذات شعور ماديّ، وفي هذه اللحظة تحديدًا يصبح الشعور مادة، وتصبح الذكريات شيئًا ملموسًا.

- في النهاية، تبدأ تلك الغيمة المتخيلة في الإمطار.. برفق أو بعنف، بشكل لا يتناسب بالضرورة مع قوة تلك الغيمة وكبرها.

سؤال١/

هل توقفت يومًا لتلاحظ عملية التحول تلك التي بدأت بشعور وانتهت بدمعة؟ 

سؤال٢/

هل توقفت يومًا لتسأل كيف أن العالم المادي يمتلك طبقات متعددة من الأبعاد التي نعيش فيها كلها، ولا نعيش في أي منها في النهاية؟

هوامش إضافية:

إنك في منتصف كل شيء، وعلى حافة كل شيء.. كل شيء يحيط بك، وأنت لا تحيط بأي شيء قط..

ولكن لا تحزن، يومًا ما ستمطر الغيمة سعادة، أو هكذا يفكر كل واحد أرهقه السفر، ولم يتخلَّ عنه الأمل بعد.