هل ستظل الحياة صلة من التعاسة المرهقة ؟
في بعض الأحيان أفكر بلا انحياز شعوري، أن الحياة ستظل وصلةً واحدةً من التعاسة المرهقة. استيقظت اليوم أفكر في ذلك.
تناولت فطوري وكوب شاي، ثم شعرت بالتعب من التفكير. أدرت الدفة في عقلي -كأنك كنت تتجه بسفينتك للشرق، ثم بلا سبب شرعت الدفة نحو الغرب- وفكرت: لا بأس. ستتحرك الأشياء في النهاية. انظر أين صرنا؟
ستتحرك الأشياء في النهاية.
خرجت من المنزل، وقصدت مقهى مجاورًا، ليس وكأنني كنت أريد ذلك حقًا، ولكن للهروب من نفسي، واستنشاق بعض الهواء المختلف. أن أجلس في مكان ما، أشعر فيه بأنني جزء حقيقي من العالم. ولست مجرد مجموعة من المشاعر والأفكار والنوايا المبعثرة، تلك التي لا. ترتقي لتصنع إنسانًا كاملاً، ولا تهبط لتصنع لا شيء. لربما حين أخرج، يلقي أحدهم علي التحية في الصباح، فأفكر: انظر! أنت لست خفيًا. أنت شخص ما. تشبه العديد من الشخص بالطبع، ولكن أليس ذلك أفضل من أن تكون مستر لا أحد؟
اخترت مكانًا يغمره ضوء الشمس. رؤيتي لذلك الضوء الذهبي، وشعوري بدفئه، ينجح دائمًا في إزالة شياطيني، ومنح الأشياء مظهرًا أكثر بالواقعية. طلبت كوبًا من القهوة السوداء، بدون سكر. ليس لشيء محدد، سوى أنني أميل حين أكون مستوحشًا، لغمر برعم تذوقي بالمرارة، لسبب ما، يكون ذلك أفضل.
هل ستظل الحياة وصلةً واحدةً من التعاسة المرهقة؟ سألتُ نفسي. هذا غير منطقي. أدرك ذلك. ولكنك حين تكون حزينًا، تفترض أشياء سيئة تفتقر للمنطقية. ربما الإنسان بطبعه -بوضعه الافتراضي لو افترضنا ذلك- يميل لافتراض السوء والعدم. ما يمنعه هو فقط التحولات الحياتية والشعورية الجيدة والأشخاص المحبين والأشياء الطيبة التي تعطيه ما نسميه بالأمل، ولكن ذلك الأمل يحتاج دائمًا قدرًا محددًا من الطاقة، ضئيلًا في الحقيقة، حتى تستطيع التحلي به. الأمل أقصد. ما يحدث هو أنه، في بعض الأحيان - كالآن- تكون منهوكًا أكثر من أن تستطيع حمل الأمل، فتكون النتيجة المترتبة على ذلك، أنك تعود للوضع الافتراضي، فتنهال عليك الحقائق الأولية التي تحاول بشكل ما كبحها. على شاكلة: هل ستظل الحياة وصلةً واحدةً من التعاسة المرهقة؟
يصل كوب القهوة الذي سينحر حلقي من مرارته. لا مشكلة. أفكر ثانيةً: ولكن افتراضي أن الإنسان بطبعه يفترص النهايات السيئة، هو محض استنتاجي الشخصي، صحيح؟ مما يعني أنه، لا دليل على ذلك على الإطلاق. ولكن ما أنا متيقن بشأنه، هو كون الأمل دائمًا، يحتاج قدرًا من الطاقة، بصيصًا من الضوء. لذلك أجد نفسي في الأوقات المظلمة للغاية، لبس فقط لا أفكر بشكل متفائل، بل لا أريد حتى سماع الآراء المتفائلة عما سيحدث. وذلك لأنك لا تحمل حتى القدر القليل من الضوء. الإم يشبه كون شاحن الهاتف يحتاج مقدارا ضئيلا من الطاقة الكهربية. لن يعمل الشاحن بدون هذا العالم المقدار، مهما. كان مقدارا ضئيلا، ومهكا كان الشاحن على أهبة الاستعداد، عدم وجود الطاقة، يعني عدم عمل الشاحن. هكذا هو الأمر.
أدير الدفة لوجهتي الأولى وأفكر: ستتحركُ الأشياء في النهاية.
Comments
Post a Comment