شمس ‏ صغيرة ‏في ‏ صدرك ‏. ‏

على طريق طويلة معبدة بالوهم

وعلى جانبيها الشياطين

أشق المسار

بحثًا عن وجهة حقيقية

أو أرض ثابتة.

كل بوصلة تخون.

كصديق لم يحبك قط

أو كحبيبة سئمت منك مبكرًا

ستتحرك الأسهم بعشوائية

لن تحصل على شيء منها

ولكنك تشعر بالأمان لوجودها

تفكرُ

يمكن إصلاحها في الطريق.

تشرق الشمس في اليوم ساعة

وتغرب ثلاثة وعشرين.

صارت معطوبة

كساعة لم ترتدها منذ قرنين.

أو كعلاقة لم تسعَ للحفاظ عليها

أو فقط كسيارة قديمة

انتهى عمرها. 

ليل مستمر مغمور بالوحوش

توشك أن تتخطفك بغتةً

أو تحيلك وحشًا مثلها.

لولا أن تضيء مصباحًا

أو تشعل شمسًا صغيرة في صدرك

أو تمسك بيد شخص تحبه.

الحقول تملأها الذئاب

وفزاعات مشوهة المنظر

وغربان تقتات على جثث فاسدة

النهر ماؤه آسن

والسمكات تأكل بعضها بعضاً

كل شيء ممسوخ تماماً

كأن العالم قد جن جنونه.

لا تنظر إلى جانبي الطريق

ولا ترسل ناظريك للأفق

أنظر تحت قدميك

وتحرَّ كل خطوة بحرص وصبر 

قد لا تتجلى الوجهة الآن 

كلوحة لا يدري الفنان نهايتها 

ولكن ضربات الفرش الثابتة

هي سبيل إنهائها. 

حافظ على دفء الشمس في صدرك 

لا تدع شيئًا تخمدها

لا تدع الخوف يخمدها

لا تدع القسوة تخمدها

لا تدع الاضطراب يخمدها

حافظ عليها

ثم أطلقها في سماء العالم. 

أحياناً 

كل ما نحتاجه في الظلمة 

ليس إضاءة مصباح 

ولكن خلق شمس جديدة.