‏ ‎ثعالب ‏غير ‏ سعيدة ‏مثلي. ‏

اليوم أشعر بالثقل مجددا
لم أَعُدْ أَعُدُّ الأيام
أسقطني الزمن من حساباته
أو ربما أسقطته. 
يبدو لي الثقل بلا بداية
أو كأنه سيستمر للأبد.

مشاهد يومية تتخللني
شمس محرقة كأن القيامة غدًا
الكثير من السيارات الراكضة
كحيوانات في الغابة. 
رجل مهذب في الباص
وفتاتان تثرثران بلا توقف
عن العمل والحب والحياة. 

أحمل على قدمي رواية جميلة
لا أقرأ منها حرفًا واحدًا
لأن عقلي منهك
كجندي حرب قديم
أو كطائرٍ أرهقه السفر. 
كل المشاهد اليومية بسيطة وجميلة
إلا أنا.

الصورةُ تبدو مكتملة تماماً
عيبُها وجودي. 
يمكنها أن تصير مثاليةً بامتياز
لو أنني فقط نَحَّيْتُ نفسي. 
يمكنني أن أضيف بدلًا مني شجرةً 
أو ثعلبًا سعيداً في حقل 
أو مبنى يسكنه الطيبون. 

حين أقود السيارة
راكضًا بشدة
كأحد الحيوانات أنا الآخر 
تدهمُني أفكاري بالانحراف بها. 
ميلان طفيف على عجلة القيادة 
بقوة خمسة نيوتن أو أقل
قادر على إنهاء الأمر. 

يعطيني خالي كيس بن مستورد 
وأتناول مع القهوة ثلاث تمرات
أفكر في إنهاء حياتي خمس مرات 
وأقول له -حين يسألني- أنا بخير 
بخير تماماً 
يزعجني فقط وجودي في الصورة
ويزعجني صوت التلفاز. 

لا أمتلك العزيمة في النهاية
ولا أمتلك قوة خمسة نيوتن. 
لا أنحرف بالسيارة
ولا أنهي الأشياء. 
أصل المنزل محبطًا
من كون الحياة ما زالت مستمرة
ومن كون الثعالبِ 
غير سعيدةً في الحقول.

Comments

  1. حلو اووى استمتعت بقراءته وشفت نفسى فيه كنت فى فترة من الفترات بهذا الإحباط

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular Posts