اليوم تعصفُ الرياح.

اليوم تعصفُ الرياح
بشكل غير معتاد
كأن عمالقة الأوليمب
هنالك
فوق أعلى الجبل الأشم
يتنازعون ويتطاحنون كدأبهم
وفي عراكهم هذا
هبت العاصفة.
كما لو أنها منتهى العالم.

الطقس يذكرني بالوحدة
الوحدة التني تنخر العظام
كالمرض، أو كالكبر.
الوحدة التي نعانيها
في الليالي الباردة
حين يقسو علينا الواقع
فلا نجد ملاذًا.
يلتجأ كل واحد في عقله
فلا يجد في النهاية
سوى رياحًا أشد
وعاصفة عاتية
تضرب كل حي ومدينة
فلا تبقي ولا تذر.

أغلي ماءً وأصنع الشاي
ثم أرنو للشجر، أغصانه.
تهتز الأغصان
كنور قنديل في العتمة
كما لو أنها
قد فقدت يقينها في العالم.
أرنو للشجر، جذعَه
فأراه ثابتًا
كعزم الجنود في الحرب
كما لو أنه
لم يتعرض للشك قط.

يبهرني تباين الشجرة
تذكرني بنفسي
تذكرني بالحياة.

تمر قطة صغيرة بالأسفل.
تتجول بلا هدف.
أشفق عليها من البرد
أهبط للطابق الأسفل
أفتح لها بابا المنزل، فترفضني.
ليست أول مرة ترفضني الحياة.
أعود أدراجي.
أرنو للسماء الملبدة
أرى سربًا من الطيور
تحلق على شكل قوس
أغبطها للحرية
وتغبطني للملاذ الآمن.

تنقشع الغيوم فجأةً
كما لو كان سحرًا.
تشرق شمس عذبة
كأنها الإيمان.
تغمرني بأشعتها
أستكين.
أتذكر الوحدة، أفكر:
لم تصبني الوحدة قط
أتحدث فقط
رثاءً للوحيدين،
أما أنا، فعوفيت.
أنت بجواري. الليالي آمنة.
يخطر ذلك ببالي.
أستكين.
أرى القطة مرةً أخرى
أبتسم لها بلا ضغينة
أتعرض للشمس قليلاً
ثم أدخل.

أفكرُ ثانيةً:
أنا آمن.

Comments

Post a Comment

Popular Posts