ورقة شجرة بسيطة.

أرسم ورقة شجرة بسيطة وأفكر: ليتني بسيط مثلها. ولكننا البشر معقدون للغاية. معقدون وتمنلئ أنفسنا بالوديان التي لا تنتهي، والصحاري الشاسعة. كانت المحاضرة تدور عن كيفية تعامل الطبيب مع المريض. كان هنالك جملة تقول بأنه ينبغي عليك اكتشاف الأدلة clues في كلام المريض، ذلك أنه بعض المرضى ربما يكون من الصعب لهم التعبير عن مشاعرهم، أو عما يدور داخلهم بالتحديد، لذلك يعمدون لتضمين كلامهم بعض الكلمات المفتاحية، التي من خلالها يمكنك كطبيب الوصول لشكواهم بشيء من الدقة. وجدتني ألتفت لأحد أصدقائي بشكل تلقائي للغاية مخبرًا إياه: البشر معقدين جدًا.

حملتُ حزني وخرجت لأقف في الشرفة، ثم فطنت لكوني لا أريد الوقوف هنا. لا أجد في عقلي الحالة العقلية التي أحب وجودها حين أخرج للشرفة. لم أعلم ما أريد تحديداً. ولكني على كل حال، عرَّضتُ جلدي للشمس قليلاً، كقط كسول متعب من برد الشتاء القارص، فينتهز فرصة إطلال الشمس ليحصل على حمام شمس دافئ وجميل. شعرت بحدّتها تلفح جانب وجهي الأيسر، ثم عدتُ للداخل مرةً أخرى.

تناولت سمكًا، وتذكرت قط أوكادا المدعو أسقمري. كان يسميه نوبورو واتايا، نفس اسم أخي زوجته؛ وذلك لأن القط كان له نظرة تذكره بصهره. لم يكن يحب أخا زوجته إطلاقاً. كان يراه على حقيقته: وحشًا شريرًا غريب الأطوار.

القط أسقمري اختفى في الجزء الأول في بداية الرواية، وعاد في الجزء الثالث. كان اختفاؤه هو العلامة الأولى لوقف تدفق الأمور. بدأ كل شيء بعدها. كلما فكرت في الأمر، تذكرت قطةً شابةً قطنت معنا ليومين من قبل، ثم اختفت بعدها وعادت لحياتها الطبيعية. هل تدفُّقُ أموري واقفٌ بسبب ذلك أيضًا؟ لست أدري.

تسيطر علي اليوم فكرة واحدة، وهي أنني أبذل مجهودًا جبارًا للتمسك بأشياء محددة في حياتي. أشياء أخاف فقدانها، وقضيت حياتي ظانًّا أنها تشكلني بشكل أو بآخر، وأني لو انفصلتُ عنها، لانفصلتْ عني نفسي، وغرقتُ في حالةٍ من الضياع. ولكنني ومنذ فترة، أفطنُ تدريجياً لحقيقة واحدة، وهي كوني ‏لم أعد أستطيع التمسك بتلك بالأشياء أكثر من ذلك. أعني، بحقِّ، ألم أخسر من جرَّاء التمسك، أكثر بكثير للغاية، مما ظننت أني سأخسره لو تمسكتُ؟
لقد قضى عليَّ الخوف، ولم يقضِ عليَّ ما أخافه.

Comments

Popular Posts