بائع يطعم هرةً صغيرة.
أعتقدُ أن التعلم من أخطاء الماضي، ليس بالسهولة التي يخبرنا بها من يهم بنصح هذه النصيحة الكلاسيكية، وإنه ليمكن، وبسبب الكثير من الأشياء، أن يقع المرء في نفس الأخطاء عددًا بائسًا من المرات، دون أن يملك من أمره شيء. إن ما يؤرقني تماماً، ليس أني لا أتعلم من أخطائي، ولكن أنني حين أرنو لتصرفاتي من قبل، أرى أنني بذلت جهدًا ضخمًا لتقتصر الأخطاء على ما حدث فقط، وأنه ربما -وأقول ربما ليس احتمالًا، لكن لكي لا أفزع فقط- أكون عالقًا في أخطائي في كل نسخة يمكن أن تتكرر من المواقف. وهذا شيءٌ سخيفٌ للغاية.
إن كل الصباحات متشابهة، وكل المواقف مكررة، وكل الكلام قيل، ويقال الآن. لا جديد تحت الشمس، ونحن نفقد الشغف تدريجيًا بشكلٍ مثير للسخرية والحزن تقاسُمًا. في الحقيقة كنتُ سأقول أنه لا أمضَى على نفسِ المرءِ من فقدِ الشغف، ولكني قررت حذف هذا التعبير لأنني شعرت به مفرط الأدبية، ولكن إن حدث وأعجبك، فهذا شيءٌ رائع.
أريد القول أنني رأيت اليوم بائعًا يقتطع من البسكويت بجواره ويلقي به بكل رحابة صدر، وعلى فترات منتظمة لقطةٍ بجواره. وهذا مشهدٌ أسعدني وخفف من وطأة الواقع عليّ. حتى أنني، كنت شاكرًا للثواني التي امتدت ريثما تحدث مع أحد الأشخاص الآخرين، لكي أتأمل القطة وطعامَها.
أعود مرةً أخرى، للصباحات المملة، مثلي، مثلي تماماً. وأتذكر آزا، وهي تنظر للعالم من خارجه، وتعيش المواقف ولا تعيها تماماً كشخصٍ يشارك فيها، وإنما ككيانٍ يراقب الصورة فقط. ألا تشعر كثيراً بذلك؟ ألا تنتابك الأفكار الاجتياحية مثلها؟ ومثلي؟
كلما حاد بي العقل عن الواقع، والمفترضُ عن الحقيقي، قلت لنفسي يقينًا كما قال تنغو، أنه ما دام دمٌ أحمر يخرج عندما أغرس إبرةً في جسدي، فهذا هو العالم الحقيقي. أو كما قال يوشيكاوا، أنني مسمار صلب في نسيج الواقع، والواقع هو ما يحدث بالفعل، وليس ما نفترض أنه يجب حدوثه.
وفي هذا الواقع، لا يمكنك إنقاذ الجميع. أقصى ما يمكنك فعله هو التنزه بأحدهم قليلًا أو نفض الغبار عن ملابسه، ثم ستمضي. ولكنّ هذا، وعلى ضآلته، يمكن أن يكون -في الوقت المناسب- كافٍ، كافٍ تماماً. فقط لا تتردد في مد يد العون للجميع، وادعُ لهؤلاء الذين تحبهم.
Comments
Post a Comment