عمالقةُ أولميب.

استشعرت منذ استيقاظي تحسنًا طفيفًا في الطقس. وكأن عمالقة أوليمب، يتنازعون فيما بينهم هنالك في أعلى الجبل قرب السحاب، يتنازعون مثل الأفكار في عقلك، ونتيجة لهذه النازعات والصدامات، والتي تحدث في مستوى دمار لا يمكنك تخيله، فإن العاصفة عندما تبدأ من عندهم، تقل حدتها تدريجياً، حتى تصل إلينا هنا، على هيئة نسائم متتالية. فيحدثُ أنه، ما بدأ كصدام هائل بين عمالقة أوليمب، يصل إلينا كنسيمٍ لطيفٍ، نراهُ نحنُ كتحسنٍ طفيفٍ في الطقس.

هذا، في حقيقة الأمر، يدفعني للتساؤل: هل، يحدث ذلك، بشكل دوري في حياتنا، دون أن نلاحظ؟ أعني، أنك تشعر بالعاصفة حين تمر. يكاد ظهرك ينقصم في الحقيقة والمجاز أثناء مرورها، ثم تنجو، وتُستأنَفُ الحياة بعد ذلك. تَرِثُ من العاصفة بعض الندوب بالطبع. ولكن، ولكن. دعنا نفكر في الأمر من زاوية أخرى كصياد يدرس فريسته من كل زاوية محتملة ليضع الرصاصة في مقتلها. أنت تنتبه للندوب؛ ذلك لأن، الألم واضح. وصارخ. ومزعج. يستطيع أن يوقظك من نومك. أو يوقف سير حياتك. أو يفصل المقابس عن عقلك. هكذا هو الألم. لنعد للسياق الآن. أنت تنتبه للندوب بعد العواصف. هذا بديهي. ولكن، ألم تفكر مرةً، في تأثير العاصفة عليك، على المدى البعيد؟ هذا شيء مثير. فكر معي. أليس من الممكن، أن العاصفة بعدما تهدأ، تبدأ في التلطيف عليك؟ وبشكل ما، تنثر حبوب اللقاح لمزروعاتك؟ ثم بعد ذلك تحصد أنت زرعًا لم تكن لتحصده لولاها؟ هذا وارد. ألا تتفق معي في ذلك؟

لا أقول لك، أنه فور انتهاء العاصفة، يتحتم عليك النظر لكل الأشياء الجيدة، والزهور المنبثقة من قلب الدمار. بالطبع لا. ما أقصده، هو الأثر الممتد بعد زوال العاصفة، لا الناتج فقط عن تجلدك في أثناء مرورها، وتقدمك في سلم النضج بمقدار سلمة، ولكن أيضاً، ذلك الأثر الذي يحدث تلقائيًا، كنتيجةٍ مترتبة، على كونك السيد فلان، قد مررت بعاصفة ما. وهذه العاصفة، أعادت تشكيل الواقع من جديد. وفي فعلها لذلك، أضافت بعض الخطوط الجمالية، والتفاصيل البسيطة، التي لم تكن لتُخلَق، لو لم ينقصم ظهرُك أثناء ثورة الرياح.

متى يهدأُ صراعُ عمالقة أوليمب القائم في عقلي؟

Comments

Popular Posts