This pain is just too real.

إن ضوء الشمس الذي يغمر العالم في ساعات العصر الهادئة، دائمًا ما يعطيني ذلك الشعور، بأن ألوان العالم زاهيةٌ أكثر من الطبيعي. وأن الألوان -لا أدري كيف أصوغ ذلك- حقيقية أكثر من العادي. أتفهم ما أقوله؟ كأن أحداً قام بتعديل ألوان العالم وجعلها زاهيةً أكثر بمقدار درجة.
وهذا في الحقيقة شيءٌ يسعدني ويبهرني ويُشبع كل مستقبلات الألوان في عينيّ، وكل مستقبلات الجمال في روحي.

أستمع لأغنية my immortal، وكالعادة، يلفت انتباهي نفس الجملة مرةً أخرى. بطريقتها الغريبة والجميلة، تقول: This pain is just too real. وأفكر، أن هذه جملة حقيقية بشكل صادم. صادم للغاية.
كثيرًا ما ينتابك ذلك الشعور، بأن مقدار الألم الذي تشعر به، حقيقيٌ أكثر من اللازم. وكأن الأشياء، يتم تقييم واقعيتها على مقياسٍ من 1 إلى 5، وهذا الألم يأخذ على الأقل تقييم 6. أتفهم ما أحاول أقوله؟ هذا دائما ما تُشعرني به جملة This pain is just too real.
وفي الحقيقة، تقييم شيءٍ ما بأنه too real لا يقتصر على الألم فقط. وإنما يتسع ليشمل غير ذلك. ربما كان الحزن، أو السعادة. وربما لا شيء من ذلك، وتكون مجرد لحظة عابرة. وبسيطة، ولكنها ثقيلة، لا أقصد ثقيلةً أي مثقلةً للكاهل. ولكن، ثقيلةً على نسيج الواقع، وكأنها تنغرس فيه أكثر من الطبيعي. وهذا شعور يحدث من وقت لآخر ونختبره جميعاً أعتقد. ربما.

أضع بعض الماء ليغلي من أجل الشاي، وأستمع لأغنية Demons. يلتفت انتباهي نفس المقطع الذي يقول:
I wanna hide the truth,
I wanna shelter you,
But with the beast inside,
Ther's nowhere we can hide.

يلفت انتباهي هذا المقطع دائمًا. أفكر: أليس هذا ما يريده الواحد منا؟ حماية من يحب وإيواءه؟ ولكن تصدح حقيقة سخيفة للغاية، وهي فكرة وجود الوحش بداخل الواحد منا. وكيف أن هذا الوحش، متربص طيلة الوقت، لإيذاء الجميع. لذا نبذل جهودًا ضخمةً للغاية، فقط لقبع الوحش داخلنا، وحماية من نحب، من أحد أكثر المخاطر بشاعةً ورعبًا، وهو أنفسنا. وأتمنى، أن يكون هنالك كان للاختباءِ وقتما نحتاج ذلك.

التقطت صورةً من بضعة أيام لسماء الغروب ذات الألوان البهية. وأثناء التقاطي لها، مرت مجموعةٌ من الطيور أمامي. فكرتُ: يا لها من طيورٍ حرةٍ تشعر بالسعادة.

على الجانب الآخر، كنا مجموعة من الطيور نَمُرُّ، قاطعين أميال كثيرة فقط لنجد بعض الطعام. ولفت انتباهي إنسانٌ يلتقط صورًا للسماء الزاهية التي نحلق بها. عبرنا من أمامه. على مسافة شاسعة بالطبع. لذا مؤكدٌ أنه لم يلاحظني وأنا أنظر لهاتفه. فكرتُ: يا له من إنسانٍ حرٍ يشعر بالسعادة.