هل نحنُ وحوشٌ بالنسبة لبعضنا البعض؟
أستيقظ في نهار جديدٍ وأفكر: ما زال الواقع مهزرزًا قليلًا. كإطار الصورة المنحرف على الحائط. والذي يمنع عليكَ -تقريباً طيلة الوقت- الاستمتاع بما تحتويه الصورة نفسها؛ لأنك لا تفكر سوى في أن، إطار الصورة منحرف.
بعد الاستيقاظ، أتحرك بجسد مرهق دون أسباب واضحة لأغليَ الماء وأعد كوبًا من الشاي الثقيل. القادر بطعمه اللاذع على إذهاب بقايا النوم من عقلي. وغرس كياني في نسيج الواقع أكثر قليلًا.
مع الشاي، أحاول فتح رواية جديدة، بعد إنهاء مجموعة لا أحد يرثى لقطط المدينة. أمَلُّ سريعاً وأغلقها. القراءة باتت نشاطًا مُريبًا ومرهقًا للغاية. عقلك هو غرفة فوضوية للغاية، ومليئةٌ بمختلف وشتى وجميع الأشياء عديمة المعنى غريبة التفاصيل ثقيلة الوطأة، والتي تأخذ حيزًا ضخمًا في الفراغ. أصبحت القراءة تشبه زوبعةً صغيرة الحجم عميقة الأثر، تدخل بين ثنايا تفاصيل هذه الغرفة، فتقلب كل شيء -أو بعض الأشياء على الأقل- رأسًا على عقب. زلزلةٌ حقيقيةٌ لكيانٍ، هو متزلزلٌ بالفعل.
عصر اليوم، رأيت سحبًا رائعةً في سماء زرقاء أروع. لم يثر المشهد في نفسي أي إسقاط فلسفي. لقد كان، ببساطةٍ، مشهدًا جميلًا، فقط.
وليلًا، رأيت أمًا تصحب ابنها العائد من لعبه لكرة القدم، مرتديًا ملابس اللعب. وهذا أيضاً كان مشهدًا جميلًا، ولكن بطريقته الخاصة.
أفكر منذ البارحة في معضلة انقضاض الوحش عليك وتوقيت ذلك. ذلك الوحش الذي لن يباغتك وأنت منهزم ومكسور، لأنك بالفعل، في الوضع الذي يحب رؤيتك فيه. وإنما، سيتربص الفرصة حتى تكون في أقوى حالاتك. وأنت صامد وظافر. بعد ارتقائك قمة الجبل بدقيقتين اثنتين. هذه هي اللحظة المناسبة للوحش كي ينقض عليك ويفتك بكيانك تماماً.
هل نحنُ وحوشٌ بالنسبة لبعضنا البعض؟
Comments
Post a Comment