شيءٌ ما ليس على ما يرام.
الليل مظلم تماماً، والكهرباء غير موجودةٍ منذ قرابة الخمس عشرة ساعة. اليوم كان يومًا عاصفًا وماطرًا على غير ما يفترض أن يكون عليه في نهايات أذار. الساعة الآن تجاوزت منتصف الليل بعشر دقائق، وأنا حزينٌ تماماً.
لا أحد يأمن على نفسه في هذا الظلام. لا تأمن على نفسك أنت أيضًا، أنت لا تدري ما الذي يمكن أن يخرج لك على حين غفلة، وحوش أسفل السرير، مسوخ خزانة الملابس، عقلُك مثلاً. كل هذه الأشياء غير مأمونة الجانب، ولا ضوء الآن يجلوها أو يحُدُّ من وحشيتها، لا ضوء أبداً.
تحت تأثير الترنح الوعيوي الذي أعاني منه، يحضرني قول أحد شعراء مدرسة المهجر، وهو يقول غريبٌ أراني على ضفةٍ، كأني غيري على ضفةِ. هذا ما يحدث تماماً. لا أشعر أني أجسد ذاتي الحقيقية، ولا أن ذاتي الحقيقية تجسدني. فإما أن الضفة ليست ضفتي، أو أنني لست أنا. والحقيقة أن السبب لا يهم تماماً، قدر ما يهم النتيجة النهائية، وهي أن شيئًا ما ليس على ما يرام.
Comments
Post a Comment